أيها الأخوة الكرام ، لا شك أن من المسلمات
التي تعرفونها جميعاً أن هذا الكون فيه جماد ، وفيه نبات ، وفيه حيوان ،
وفيه إنسان ، قال بعضهم : الجماد للنبات ، والنبات للحيوان، والحيوان
للإنسان ، والإنسان لمن ؟ إنه لله ، الله عز وجل خلق الإنسان ليسعد بقربه ،
ليتعرف إليه ، وبعد أن يعرفه ويستقيم على منهجه ويتقرب إليه يسعد ويسلم في
الدنيا والآخرة ، فلذلك لأن الإنسان قبِل في عالم الأزل حمل الأمانة في
قوله تعالى :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ
مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾
لأن الإنسان قبل حمل الأمانة سخر الله له ما
في السموات وما في الأرض جميعاً منه تسخير تعريف وتكريم ، موقف الإنسان من
تسخير التعريف أن يؤمن ، وموقفه من تسخير التكريم أن يشكر ، فإذا آمن وشكر
حقق الهدف من وجوده ، قال تعالى :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق